
الصدقة .. طريقك الي الجنة
تعد الصدقة واحدة من أهم القربات التي أمرنا الله بها فهي عبادة عظيمة تعمل على المساواة والسلام بين العباد، وهي تُطهر قلوب المتصدقين من البخل والشح وتُطهر قلوب المساكين والفقراء من الحقد، وهي أحد الروافد المهمة لأي جمعية خيرية تعمل في الحقل الخيري.
وللصدقات فوائد عظيمة وحكم وأسرار بديعة، حيث تعود بالخير الوفير على صاحبها في الدنيا قبل الآخرة، فقد جاء في الحديث الصحيح الذي(رواه البخاري ومسلم)، عن النبي عليه الصلاة والسلام ( من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب، ولا يصعد إلى الله إلا الطيب، فإن الله يتقبلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبه، كما يربي أحدكم فلوه، حتى تكون مثل الجبل).
فكل أعمال الخير الجليلة تبدأ بالصدقة ولكن يجب علي المتصدق أن يبحث عن أفضل مصارف الصدقة، حتى تصل إلى مستحقيها، فأما أن تُدفع له مباشرة أو عبر الجمعيات الخيرية أو المنظمات الموثوقة، وذلك ما نقوم به كـ جمعية خيرية إسلامية (جمعية إنسان الخيرية) هو توصيل الصدقات إلى مستحقيها، وصرفها في مصارفها الشرعية التي تعود بالخير على المجتمع.
إننا نحمل عناء البحث عن المستفيدين للصدقات، حيث نُسهل على المتصدقين حتى يعظم أجرهم بدفعها لمستحقيها، الذين أمرنا الله تعالى أن ندفع لهم.
أهمية وفوائد الصدقة
إن الصدقة مصدر الخير والسعادة للمتصدق والفقير على حد السواء، فمثلما يكون الفقير سعيدًا حينما يصله طعامًا يسد جوعه أو مالًا ينفق به على أسرته أو تُمنح ارملة سقفًا يمدها هي وأبنائها بالأمان والدفء، فكذلك يكون المتصدق أكثر سعادة لما يستشعره من سعادة العطاء، تلك هي السعادة الحقيقية في الدنيا والاخرة.
والصدقة، في الحقيقة سببًا للنماء والبركة في المال، بها يدفع المسلم البلاء عن نفسه وأهله، فصنائع المعروف تقي مصارع السوء كما قال النبي محمد عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح الذي رواه الطبراني وغيره، وصححه الألباني “صنائع المعروف تقي مصارع السوء، والصدقة خفيا تطفئ غضب الرب”.
كما أن الصدقة تؤمن صاحبها من الخوف والحزن في الحياة الدنيا، وفي الآخرة، فقد قال تعالى: “الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (البقرة/٢٧٤).
فليس أقل من أن يبحث المسلم في هذا الزمان عن جمعية خيرية ذات مصداقية يخرج إليها صداقته وزكاواته التي يتقرب بها إلى الله تعالى.
كما أنها تُطَهر مال المتصدق مما قد يلحق به من الحرام جراء اللغو، والكذب والحلف أثناء خاصة أثناء البيع والشراء.
وللصدقة مفعول كبير في نشر الرحمة والمودة بين المجتمع المسلم، وتدعم التماسك والترابط بين افراده.
آداب إخراج الصدقة
وللصدقة آداب يجب أن يتحلى بها المتصدق المسلم نوجزها في:
- أن تأتي من مال حلالًا طيبًا فالله طيب لا يقبل إلا طيبًا.
- ألا يتبع المتصدق صدقته بالمنّ والأذى، وأن يعلم أن صدقته إنما تقع في يد الله قبل المتصدق، وقد كانت السيدة عائشة رضي الله عنها، تعطر صدقاتها بالطيب.
- ألا تكون سببًا لتفاخر المتصدق بها، بل يجب أن تكون في الخفاء، وليس أخفى من أن تتبرع بصدقتك لـ جمعية خيرية عبر موقعها الإلكتروني أو حسابها البنكي.
- أن تكون من أحب ماله وأشيائه إليه فقد قال الله تعالى: “لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ) (آل عمران/٩٢).
- أن يسارع بالتصدق في كل حالاته، وفي حياته قبل مماته مصداقًا لقوله تعالى: وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنْ الصَّالِحِينَ) (المنافقون/١٠).
- أن يخرج الصدقات بقلب منشرح، ووجه باسم بشوش، فالمتصدق حال إخراجه للصدقة قد أدى قربة كبيرة من القربات التي تقربه من الله عز وجل.
الفرق بين الزكاة والصدقة
لقد أوضح الشارع أن هناك فرقًا بين الصدقة والزكاة، رغم أن كلاهما عبادات مالية، حيث أن مصارف الصدقات أعم من مصارف الزكاة، حيث تكون تخص الزكاة المسلمين فقط دون غيرهم مصداقًا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي أخرجه الشيخان عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما “تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ».
كما أن الزكاة لها ثماني مصارف شرعية حددها قوله تعالى في سورة التوبة “إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ”.
وللزكاة أيضًا شروط استحقاق ونصاب ومقدار، غير أن الصدقة ليس لها شروط، ويمكن أن تصرف في المصارف الثمانية المذكورة ولغيرها، كما يمكن أن تكون للمسلمين ولغيرهم أيضًا.
ولذلك تقوم كل جمعية خيرية بالتدقيق جيدًا، في مصارف أموال الزكاة والصدقات، حتى تذهب إلى مصارفها الشرعية الصحيحة.
أحكام فقهية خاصة بالصدقات
ولأن الصدقات من أهم العبادات التي يتقرب بها العبد لربه، فقد أحاطها الفقهاء من جميع جوانبها حتى يتلاشى أي لبس أو غموض يكتنف المنفق أو الإنفاق نفسه، ففي الكثير من الأحيان يسأل السائلون هو يجوز التصدق بـ أو عن؟ ولذلك إننا كـ جمعية خيرية تتلقي الصدقات، نقدم أشهر المسائل الفقهية في الصدقات:
هل يجوز أن يتصدق الإنسان بكل ماله؟
ذهب الجمهور إلى جواز تصدق الرجل بماله كلِّه إذا كان صحيح العقل والبدن، ولا دين مستحق عليه، كما أشار جمهور العلماء إلى أنه يجب أن يكون أيضًا صبورًا على الفقر والضِّيق، وألا يكون له أبناء فيتركهم فقراء إلا إذا كانوا صابرون مثله.
وقد تصدق الخليفة أبو بكر الصديق بكل ماله، ولما سأله النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي يرويه الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه “يا أبا بَكرٍ ما أبقَيتَ لأَهْلِكَ فقالَ أبقيتُ لَهُمُ اللَّهَ ورسولَهُ”.
كيف تتصدق المرأة من مال جوزها؟
لقد علق النبي صلى الله عليه وسلم انفاق المرأة من مال زوجها بعدم وقوع الفساد، فعن عائشة – رضي الله عنها – قالت: قال النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم -: “إذا أنفقتِ المرأةُ من طعام بيتِها غيرَ مُفسِدةٍ، كان لها أجرُها بما أنفقتْ، ولزوجِها أجرُه بما اكتسب، وللخازن مثلُ ذلك، لا ينقص بعضُهم من أجر بعض شيئًا”.
هل تجوز صدقة المرأة من مالها دون إذن زوجها؟
قال الفقهاء بجواز تصدق المرأة في هذه الحالة، محتجين بحديث أم المؤمنين السيدة ميمونة بنت الحارث – رضي الله عنها – الذي أخرجه البخاري ” أَنَّهَا أَعْتَقَتْ ولِيدَةً ولَمْ تَسْتَأْذِنِ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمَّا كانَ يَوْمُهَا الذي يَدُورُ عَلَيْهَا فِيهِ، قالَتْ: أَشَعَرْتَ يا رَسولَ اللَّهِ أَنِّي أَعْتَقْتُ ولِيدَتِي؟ قالَ: أَوَفَعَلْتِ؟ قالَتْ: نَعَمْ، قالَ: أَمَا إنَّكِ لو أَعْطَيْتِهَا أَخْوَالَكِ كانَ أَعْظَمَ لأجْرِكِ”.
هل يجوز الرجوع في الصدقة؟
نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجوع في الصدقة، وفي الحديث الصحيح الذي رواه الخليفة عمر بن الخطاب وأخرجه البخاري” فإنَّ مَثَلَ العَائِدِ في صَدَقَتِهِ، كَمَثَلِ الكَلْبِ يَعُودُ في قَيْئِهِ”.
هل تجوز الصدقة عن الميت؟
قال الفقهاء أنه تجوز الصدقة عن الميت وإن لم يوص بذلك، فعن أنس – رضي الله عنه – أن سعدًا أتى النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – فقال: يا رسول اللَّه، إن أمِّي توفِّيت ولم توصي، أفينفعُها أن أتصدَّق عنها؟ قال: “نعم، وعليك بالماء”.
وبذلك نكون قد حاولنا أن نحيط هذه العبادة المهمة من جميع جوانبها، وليس عليك أخي المسلم إلا أن تنوى فعل الخير، وتذهب لأى جمعية خيرية لتبدأ في إخراج صدقاتك وتنعم بحياتك.
مشروعات آخرى قد ترغب فى التبرع لها.
-
قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن أقامَ الصَّلاةَ وآتَى الزَّكاةَ وماتَ لا يُشرِكُ باللهِ شيئاً، كانَ حقًّا علَى اللهِ -عزَّ وجلَّ- أن يغفرَ لَه هاجرَ أو ماتَ في مَولدِهِ).
-
الصدقة هي أولى الدروس التي يتلقاها المسلم في مدرسة عمل الخير فهي الأصل والبداية. فقد تتنوع أعمال البر للمسلم إلا أن أن كلها تبتدئ بالصدقة.
-
من خلال دفع قيمة الكفارة نقوم بإيصال الكفارة إلى مستحقيها من الفئات الأشد احتياجاً، ونطعم بها عشرة مساكين لكل كفارة يمين واحدة